انحسار اللثة

انحسار اللثة: الأسباب والأعراض والعلاج

انحسار اللثة هو حالة شائعة تصيب الكثير من الناس وتحدث عندما تبدأ اللثة في التراجع بعيدًا عن سطح الأسنان، مما يؤدي إلى كشف جذور الأسنان. هذه الحالة ليست مجرد مشكلة تجميلية، بل يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة للفم إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب. يعتبر الانحسار التدريجي للثة مؤشرًا على تدهور صحة الفم والأسنان، وقد يسبب حساسية شديدة وزيادة خطر تسوس الأسنان وأمراض اللثة.

أسباب انحسار اللثة:

1. أمراض اللثة: الالتهابات الناتجة عن تراكم البكتيريا والبلاك هي من أكثر الأسباب شيوعًا لانحسار اللثة. عندما يصاب الشخص بالتهاب اللثة المزمن، يبدأ النسيج الذي يثبت الأسنان في مكانها في التآكل.

2. التنظيف العنيف للأسنان: استخدام فرشاة أسنان قاسية أو تنظيف الأسنان بقوة يمكن أن يؤدي إلى تآكل أنسجة اللثة بمرور الوقت.

3. سوء نظافة الفم: تراكم البلاك والجير يمكن أن يؤدي إلى تهيج اللثة، مما يسهم في انحسارها.

4. العوامل الوراثية: بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة لانحسار اللثة بسبب العوامل الوراثية حتى لو اتبعوا روتينًا جيدًا للعناية بالفم.

5. التدخين: يعد التدخين من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بانحسار اللثة. المواد الكيميائية الموجودة في التبغ تؤدي إلى تدهور الأنسجة الرخوة وتقلل من قدرة اللثة على التعافي.

6. الضغط على الأسنان: الأشخاص الذين يعانون من صرير الأسنان أو الذين يضغطون على أسنانهم بشدة قد يعانون من تآكل اللثة.

7. التحولات الهرمونية: التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترات مثل الحمل أو انقطاع الطمث قد تجعل اللثة أكثر حساسية وعرضة للانحسار.

8. ثقب الجسم (البيرسينج): ثقب الشفاه أو اللسان يمكن أن يسبب تهيجًا ميكانيكيًا للثة، مما يؤدي إلى تآكلها بمرور الوقت.

أعراض انحسار اللثة:

1. حساسية الأسنان: يعد هذا العرض الأكثر شيوعًا. عندما تنحسر اللثة وتنكشف الجذور، تصبح الأسنان أكثر حساسية للحرارة، والبرودة، والأطعمة الحلوة أو الحمضية.

2. ظهور الأسنان بشكل أطول: من علامات انحسار اللثة أن تبدو الأسنان أطول من المعتاد بسبب تراجع اللثة.

3. جيوب بين الأسنان واللثة: قد تتشكل جيوب أو فجوات بين الأسنان واللثة، حيث يمكن أن تتراكم البكتيريا والبلاك.

4. نزيف اللثة: قد يحدث نزيف من اللثة عند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو استخدام الخيط الطبي، خاصة إذا كانت اللثة ملتهبة.

5. رائحة الفم الكريهة: يمكن أن يسبب تراكم البكتيريا في الجيوب اللثوية رائحة كريهة للفم.

مخاطر ومضاعفات انحسار اللثة:

إذا ترك انحسار اللثة دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل:

1. فقدان الأسنان: إذا لم يتم علاج انحسار اللثة، قد يؤدي إلى فقدان الأسنان بسبب تدمير الأنسجة والعظام الداعمة لها.

2. التهابات اللثة: الجيوب الناتجة عن انحسار اللثة تشكل بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهاب اللثة ودواعم السن.

3. تآكل الجذور: كشف الجذور يزيد من خطر تسوس الأسنان في تلك المناطق، لأن الجذور ليست محمية بطبقة المينا القوية.

تشخيص انحسار اللثة:

يعتمد التشخيص عادةً على الفحص السريري الذي يقوم به طبيب الأسنان. خلال الفحص، سيقوم الطبيب بقياس عمق الجيوب اللثوية باستخدام أدوات خاصة لتحديد مدى تراجع اللثة. قد يتم أيضًا استخدام الأشعة السينية للتحقق من فقدان العظام حول الأسنان.

طرق علاج انحسار اللثة:

1. التنظيف العميق (تقشير الجذور وكشط الجير): في الحالات الخفيفة لانحسار اللثة، يمكن أن يساعد تنظيف الأسنان العميق في إزالة البلاك والجير المتراكمين أسفل خط اللثة. قد يتم أيضًا تنظيف الجذور لتسهيل إعادة التصاق اللثة بالأسنان.

2. الأدوية: قد يصف الطبيب أدوية مضادة للبكتيريا أو غسول فم خاص للمساعدة في تقليل البكتيريا والالتهابات في الجيوب اللثوية.

3. جراحة اللثة: في الحالات المتقدمة، قد تكون الجراحة ضرورية لاستعادة أنسجة اللثة التالفة. من بين الإجراءات الجراحية الممكنة:

   • ترقيع اللثة: في هذا الإجراء، يتم أخذ نسيج من سقف الفم أو من منطقة مجاورة للثة وتثبيته في المكان الذي انحسرت فيه اللثة.
   • جراحة تقليل الجيوب: تهدف إلى إزالة الجيوب المتكونة بين الأسنان واللثة لتقليل فرصة تراكم البكتيريا.

4. التقويم أو التعديل السني: في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى تعديل الأسنان أو استخدام التقويم لتصحيح الضغط على اللثة.

5. الليزر: بعض الأطباء يستخدمون الليزر لإزالة الأنسجة التالفة وتعزيز شفاء اللثة.

الوقاية من انحسار اللثة:

1. الحفاظ على نظافة الفم الجيدة: تنظيف الأسنان مرتين يوميًا على الأقل باستخدام فرشاة أسنان ناعمة ومعجون يحتوي على الفلورايد يساعد في تقليل تراكم البلاك والجير.

2. استخدام الخيط الطبي: يجب استخدام الخيط الطبي يوميًا لإزالة البلاك من بين الأسنان، حيث لا تصل الفرشاة.

3. زيارة الطبيب بانتظام: الفحوصات الدورية وتنظيف الأسنان لدى طبيب الأسنان تساعد في اكتشاف أي علامات مبكرة لانحسار اللثة وعلاجها.

4. الإقلاع عن التدخين: التوقف عن التدخين يمكن أن يحسن من صحة اللثة ويقلل من خطر الإصابة بانحسارها.

5. تجنب التنظيف العنيف للأسنان: يجب استخدام فرشاة ناعمة والتنظيف بلطف لتجنب إتلاف أنسجة اللثة.

الخلاصة:

انحسار اللثة هو حالة تتطلب الانتباه والعلاج الفوري للحفاظ على صحة الفم والأسنان. من خلال اتباع نظام جيد للعناية بالفم وزيارة طبيب الأسنان بانتظام، يمكن تقليل خطر الإصابة بانحسار اللثة. في حالة حدوث انحسار اللثة، تتوفر العديد من الخيارات العلاجية التي تساعد في استعادة الأنسجة اللثوية المفقودة ومنع تفاقم الحالة.